Messari, en homenaje a Djbilou
تحية لروح عبد الله جبيلو
كما هو حال الموت دائما، كانت وفاة جبيلو مفاجئة. وكما هو الحال دائما، فإن وفاة رجل بمواصفاته، هي خسارة. وأيضا، وبسبب ذلك،أي أنها كانت مفاجئة، وأنها خسارة، فهي تحدث فراغا.
مفاجئة، لأننا كنا ننتظر منه أن يكمل المشوار. فقد كانت محطة مدريد في تصورنا لحظة، كنا نتوقع أن يعقبها استقرار، لمراجعة الأوراق، وتبييض المسودات، قصد إتمام جمل كثيرة فيها المبتدأ وينقصها الخبر.
علي أن الوفاة إلي جانب أنها كانت مفاجئة، لأنه " لا تدري نفس بأي أرض تموت "، فإنها كانت خسارة لهذه العائلة من المشتغلين بالشأن الإسباني، تليده وراهنه، حيث كنا نعول عليه أن يتابع تغطية الموضوعات التي انشغل بها، ليضيف إلي ما ينجزه زملاؤه في الجامعة، ما يغني به معارفنا.
بهذا المعنى فإن وفاته المفاجئة والتي هي في حد ذاتها خسارة، تأتي لتنبه إلي فراغ لن يملأه إلا هو، لأنه ملأ موقعا في عالم الدراسات الإسبانية، هو وحده الذي أحدثه ورسم معالمه.
دعوني أتوقف علي جانب من أعماله، هو الأنطولوجيات. وقد كتب أستاذه، وصديقنا جميعا، بيدرو مارتينيث مونطافيث، وهو يقدم كتابه عن " طنجة باب إفريقيا " : إن له ( أي جبيلو) تجربة راسخة، وكفاءة ملحوظة، في إعداد الأنطولوجيات، وهو حقل يتحرك فيه جبيلو بطلاقة، وبذوق متميز. وأنا أعرفه منذ مدة – يقول مونطافيث - منذ أن بدا يصقل تكوينه الأكاديمي في الجامعة الإسبانية، ليصبح مختصا في الدراسات الإسبانية. منذ ذلك الوقت تابعت مسيرته الأكاديمية باهتمام كبير، وذلك عن كثب. وأظن بتواضع أني ساهمت في حثه علي بعض الانشغالات المهنية والفكرية. وكما هو الحال لدى زملائه الآخرين جيلا وتخصصا، فإنه يقدر الثقافة الإسبانية ويذيعها. وهو جهد يتم تناسيه مع الأسف في إسبانيا، أو قل إن ذلك الجهد لا يلقى إلا اعترافا ضعيفا.
وحينما أثير أنا الانتباه إلي العمل الذي قام به في إعداد الأنطولوجيات، تحضرني هذه الأنطولوجيا عن طنجة، واذكر أيضا أنطولوجيته المشفوعة بنبذة تعريفية مفيدة، بعنوان ديوان الحداثة.
Diwan Modernista. Una Visión de Oriente .
وأذكر أيضا " الموضوع العربي في الآداب الإسبانية " وهو مؤلف وسع فيه النظر ليشمل كتاب العالم الجديد. Temática Arabe en las Letras Hispánicas
لقد عمل جبيلو علي إقامة الجسور بين المغرب والعالم الإسباني برمته، وكما هو الحال بالنسبة لهذه العائلة المولعة بالشأن الإسباني في المغرب، كان عبد الله جبيلو يعتبر أنه ملزم بدفتر تحملات إزاء العدوتين وما جاورهما، فكرا وروحا، ، وانتمى بعمق لكلا العدوتين وللعالم المرتبط بهما.
محمد العربي المساري
الرباط في 26 ديسمبر 2007
كما هو حال الموت دائما، كانت وفاة جبيلو مفاجئة. وكما هو الحال دائما، فإن وفاة رجل بمواصفاته، هي خسارة. وأيضا، وبسبب ذلك،أي أنها كانت مفاجئة، وأنها خسارة، فهي تحدث فراغا.
مفاجئة، لأننا كنا ننتظر منه أن يكمل المشوار. فقد كانت محطة مدريد في تصورنا لحظة، كنا نتوقع أن يعقبها استقرار، لمراجعة الأوراق، وتبييض المسودات، قصد إتمام جمل كثيرة فيها المبتدأ وينقصها الخبر.
علي أن الوفاة إلي جانب أنها كانت مفاجئة، لأنه " لا تدري نفس بأي أرض تموت "، فإنها كانت خسارة لهذه العائلة من المشتغلين بالشأن الإسباني، تليده وراهنه، حيث كنا نعول عليه أن يتابع تغطية الموضوعات التي انشغل بها، ليضيف إلي ما ينجزه زملاؤه في الجامعة، ما يغني به معارفنا.
بهذا المعنى فإن وفاته المفاجئة والتي هي في حد ذاتها خسارة، تأتي لتنبه إلي فراغ لن يملأه إلا هو، لأنه ملأ موقعا في عالم الدراسات الإسبانية، هو وحده الذي أحدثه ورسم معالمه.
دعوني أتوقف علي جانب من أعماله، هو الأنطولوجيات. وقد كتب أستاذه، وصديقنا جميعا، بيدرو مارتينيث مونطافيث، وهو يقدم كتابه عن " طنجة باب إفريقيا " : إن له ( أي جبيلو) تجربة راسخة، وكفاءة ملحوظة، في إعداد الأنطولوجيات، وهو حقل يتحرك فيه جبيلو بطلاقة، وبذوق متميز. وأنا أعرفه منذ مدة – يقول مونطافيث - منذ أن بدا يصقل تكوينه الأكاديمي في الجامعة الإسبانية، ليصبح مختصا في الدراسات الإسبانية. منذ ذلك الوقت تابعت مسيرته الأكاديمية باهتمام كبير، وذلك عن كثب. وأظن بتواضع أني ساهمت في حثه علي بعض الانشغالات المهنية والفكرية. وكما هو الحال لدى زملائه الآخرين جيلا وتخصصا، فإنه يقدر الثقافة الإسبانية ويذيعها. وهو جهد يتم تناسيه مع الأسف في إسبانيا، أو قل إن ذلك الجهد لا يلقى إلا اعترافا ضعيفا.
وحينما أثير أنا الانتباه إلي العمل الذي قام به في إعداد الأنطولوجيات، تحضرني هذه الأنطولوجيا عن طنجة، واذكر أيضا أنطولوجيته المشفوعة بنبذة تعريفية مفيدة، بعنوان ديوان الحداثة.
Diwan Modernista. Una Visión de Oriente .
وأذكر أيضا " الموضوع العربي في الآداب الإسبانية " وهو مؤلف وسع فيه النظر ليشمل كتاب العالم الجديد. Temática Arabe en las Letras Hispánicas
لقد عمل جبيلو علي إقامة الجسور بين المغرب والعالم الإسباني برمته، وكما هو الحال بالنسبة لهذه العائلة المولعة بالشأن الإسباني في المغرب، كان عبد الله جبيلو يعتبر أنه ملزم بدفتر تحملات إزاء العدوتين وما جاورهما، فكرا وروحا، ، وانتمى بعمق لكلا العدوتين وللعالم المرتبط بهما.
محمد العربي المساري
الرباط في 26 ديسمبر 2007
Comentarios